فصل: الآيات (94ـ 98)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ واغفر لأبي إنه كان من الضالين*ولا تخزني يوم يبعثون*يوم لا ينفع مال ولا بنون‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏واغفر لأبي‏}‏ قال‏:‏ امنن عليه بتوبة يستحق بها مغفرتك‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏ولا تخزني يوم يبعثون‏}‏ قال‏:‏ ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ليجيئن رجل يوم القيامة من المؤمنين آخذا بيد أب له مشرك حتى يقطعه النار، ويرجو أن يدخله الجنة، فيناديه مناد‏:‏ انه لا يدخل الجنة مششرك‏.‏ فيقول‏:‏ رب أبي‏.‏‏.‏ ووعدت أن لا تخزيني‏.‏ قال‏:‏ فما يزال متشبثا به حتى يحوله الله في صورة سيئة وريح منتنة في سورة ضبعان، فإذا رآه كذلك تبرأ منه وقال‏:‏ لست بأبي قال‏:‏ فكنا نرى أنه يعني إبراهيم وما سمى به يومئذ‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري والنسائي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم‏:‏ ألم أقل لك لا تعصيني‏؟‏ فيقول أبوه‏:‏ فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم‏:‏ رب انك وعدتني ان لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الابعد‏.‏ فيقول الله‏:‏ إني حرمت الجنة على الكافرين‏.‏ ثم يقال‏:‏ يا إبراهيم ما تحت رجليك‏؟‏ فإذا هو بذيخ متلطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد عن رجل من بني كنانة قال‏:‏ صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فسمعته يقول‏"‏اللهم لا تخزني يوم القيامة‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ إلا من أتى الله بقلب سليم‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس في قوله ‏{‏إلا من أتى الله بقلب سليم‏}‏ قال‏:‏ شهداة أن لا إله إلا الله‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏إلا من أتى الله بقلب سليم‏}‏ قال‏:‏ كان يقال‏:‏ سليم من الشرك‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏إلا من أتى الله بقلب سليم‏}‏ قال‏:‏ من الشرك‏.‏ ليس فيه شك في الحق‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عون قال‏:‏ ذكروا الحجاج عند ابن سيرين فقال‏:‏ غير ما تقولون أخوف على الحجاج عندي منه قلت‏:‏ وما هو‏؟‏ قال‏:‏ ان كان لقي الله بقلب سليم فقد أصاب الذنوب خير منه قلت‏:‏ وما القلب السليم‏؟‏ قال‏:‏ ان يعلم انه لا إله إلا الله‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وأزلفت الجنة للمتقين*وبرزت الجحيم للغاوين*وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون*من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك ‏{‏وأزلفت الجنة للمتقين‏}‏ قال‏:‏ قربت لأهلها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن نبيح ابن امرأة كعب قال‏:‏ تزلف الجنة، ثم تزخرف، ثم ينظر اليها من خلق الله‏.‏ من مسلم أو يهودي أو نصراني إلا رجلان‏.‏ رجلا قتل مؤمنا متعمدا، أو رجلا قتل معاهدا متعمدا‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ فكبكبوا فيها هم والغاوون*وجنود إبليس أجمعون*قالوا وهم فيها يختصمون*تالله إن كنا لفي ضلال مبين*إذ نسويكم برب العالمين‏.‏

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏فكبكبوا فيها‏}‏ قال‏:‏ جمعوا فيها ‏{‏هم والغاوون‏}‏ قال‏:‏ مشركوا العرب والآلهة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏فكبكبوا‏}‏ قال‏:‏ رموا‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن السدي ‏{‏فكبكبوا فيها‏}‏ قال‏:‏ في النار ‏{‏هم‏}‏ قال‏:‏ الآلهة ‏{‏والغاوون‏}‏ قال‏:‏ مشركو قريش ‏{‏وجنود إبليس‏}‏ قال‏:‏ ذرية إبليس ومن ولد‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏والغاوون‏}‏ قال‏:‏ الشياطين‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏إن الناس يمرون يوم القيامة على الصراط‏:‏ والصراط دحض مزلة يتكفأ بأهله‏.‏ والنار تأخذ منهم، وإن جهنم لتنطف عليهم مثل الثلج إذا وقع لها زفير وشهيق‏.‏ فبينما هم كذلك إذا جاءهم نداء من الرحمن‏:‏ عبادي من كنتم تعبدون في دار الدنيا‏؟‏ فيقولون‏:‏ رب أنت تعلم انا إياك كنا نعبد‏.‏فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط‏:‏ عبادي حق علي ان لا أكلكم اليوم إلى أحد غيري فقد عفوت عنكم، ورضيت عنكم‏.‏ فتقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة، فينحون من ذلك المكان فيقول الذين تحتهم في النار ‏{‏فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، فلو ان لنا كرة فنكون من المؤمنين‏}‏ ‏(‏إبراهيم، الآية 43‏)‏ قال الله ‏{‏فكبكبوا فيها هم والغاوون‏}‏ قال ابن عباس‏:‏ ادخروا فيها إلى آخر الدهر‏)‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ان أمتي ستحشر يوم القيامة، فبينما هم وقوف إذ جاءهم مناد من الله‏:‏ ليعتزل سفاكو الدماء بغير حقها‏.‏ فيميزون على حدة، فيسيل عندهم سيل من دم، ثم يقول لهم الداعي‏:‏ اعيدوا هذه الدماء في أجسادها‏؟‏ فيقول‏:‏ احشروهم إلى النار‏.‏ فبينما هم يجرون إلى النار إذ نادى مناد فقال‏:‏ ان القوم قد كانوا يهللون‏.‏ فيوقفون منها مكانا يجدون وهجها حتى يفرغ من حساب أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يكبكبون في النار ‏{‏هم والغاوون‏}‏، ‏{‏وجنوده إبليس أجمعون‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي امامة أن عائشة قالت‏:‏ يا رسول الله يكون يوم لا يغنى عنا فيه من الله شيء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏نعم‏.‏ في ثلاث مواطن عند الميزان، وعند النور والظلمة، وعند الصراط‏.‏ من شاء الله سلمه وأجازه، ومن شاء كبكبه في النار قالت‏:‏ يا رسول الله وما الصراط‏؟‏ قال‏:‏ طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه مثل حد الموسى، والملائكة صافون يمينا وشمالا يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون‏:‏ سلم سلم ‏{‏وأفئدتهم هواء‏}‏ ‏(‏إبراهيم، الآية 43‏)‏ فمن شاء الله سلمه ومن شاء كبكبه في النار‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وما أضلنا إلا المجرمون*فما لنا من شافعين*ولا صديق حميم*فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين*إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين*وإن ربك لهو العزيز الرحيم‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ‏{‏وما أضلنا إلا المجرمون‏}‏ يقول‏:‏ الاولون الذين كانوا قبلنا اقتدينا بهم فضللنا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة ‏{‏وما أضلنا إلا المجرمون‏}‏ قال‏:‏ إبليس وابن آدم القاتل‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج ‏{‏فما لنا من شافعين‏}‏ قال‏:‏ من أهل السماء ‏{‏ولا صديق حميم‏}‏ قال‏:‏ من أهل الأرض‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏ولا صديق حميم‏}‏ قال‏:‏ شفيق‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏فلو أن لنا كرة‏}‏ قال‏:‏ رجعة إلى الدنيا ‏{‏فنكون من المؤمنين‏}‏ قال‏:‏ حتى تحل لنا الشفاعة كما حلت لهؤلاء‏.‏ والله أعلم‏.‏